بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله جميعا اخوتي وأخواتي وبياكم وطبتم من الجنة منزلا وبعد
فهذه نصيحة قيمة كتبهاأحد أخواننا حفظه الله في إحدى المنتديات المختصة فيمكافحة التنصير،وهي تصلح لمن أراد دعوة أهل الكتاب أو سواهم.....
يقول بارك الله لنا فيه :
((الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى
.. ثم أما بعد ..
أول خطوة لك أخى الكريم فى دراسة مقارنةالأديان: أن تمتنع عن قراءة أىكتاب أو مقال فى مقارنة الأديان، وأن تلجم نفسك عن قراءة المكتوب فىمنتديات مقارنة الأديان
والخطوة الثانية أن تأخذ نصيبك من الميراث الذى تركه لك محمد عليه الصلاةوالسلام. فتتعلم قراءة القرآن كما كان يقرأه محمد عليه الصلاةوالسلام(يعني إتقان التجويد)، وتحفظ ما استطعت منه(ولم يقل القرآن كاملالضعف الهمم وعذروني ولكن للعلم هناك الكثير من المستشرقين يحفظون القرآنكاملا وهم على نصرانيتهم). ثم تأخذ بطرف صالح من العقيدة والفقه والحديثوالتفسير(والتفسير هو الأهم فاكثر شبهاتهم تحوم حول كلمات من القرآنيدلسونهاويتلاعبون بمعانيها) واللغة والسيرة والرقائق وباقى العلومالضرورية.
والثالثة أن تتوسع أكثر فى دراسةالعقيدة، فتتعمق أكثر فى مسائل العقيدة وتفاصيلها، وتتعرف بشكل أوسع على الفرق والأديان والمذاهب.
والرابعة أن تدرس أمهات الكتب فى مجال دعوة أهل الكتاب، وعلى رأسها الجواب الصحيح لابن تيمية، وإظهار الحق لرحمة الله هندى.
والخامسة الاطلاع على الكتاب المقدس،وأمهات كتب القوم.
فإن شقّ عليك ذلك الطريق، وطال وصعب فى ناظريك،فلا عليك بأى خطوة مما سبق ! ..
ولكن اعمد إلى مواقع الإنترنت ومنتدياتها، واهدر من وقتك ما استطعت، واقرأنتفـًا من هنا وهناك، حتى إذا عرفت بعض المطاعن فى الكتاب المقدس، فاذهبإلى منتديات النصارى، وطارحهم الجدل والجدال،وبادلهم السب والسباب، ثم قلفى نفسك: قوم لا عقول لهم ! .. فارجع إلى منتدى الجامع أو غيره منالمنتديات، واحرص لنفسك فى كل يوم على مشاركة تضعها فيه، لا تزيد عناقتباس فقرة من الكتاب المقدس، وتهكم عليها واسخر منها، وانتظر تهنئةإخوتك لك على رائع تهكمك وعظيم سخريتك، فبادلهم التهانى، وتعجب من حالالنصارى الذى لا يعقلون! .. وأنت فى كل ذلك حريص على هدر أوقاتك، وربماإضاعة صلواتك ! .. وتمر عليك السنون والسنون، ولم تعرف من الإسلام أكثرمما عرفت حتى اليوم ! .. وهذا إن تغمدك الله برحمته، ولم تنكت بعض الشبهفى قلبك نكتـًا سوداء، ولم يصر قلبك من عدم الإنكاركالكوز مجخيًا والعياذبالله !(أي من كثرة توارد فتن الشبهات على القلب والتي هي اخطر من فتنالشهوات)
وأنت فى ذلك الطريق السهل تتعلم الإسلام أيضـًا ! .. لكنك تتعلمه عن طريقالشبهات ! .. فينحصر علمك بدينك فى ردودالشبهات. فلو وقفت فى الصلاة بينيدى ربك، وقرأت: ( واستغفر لذنبك )، لم يقع فى قلبك إلا أن هنا شبهة حولخطايا النبى، والرد عليها كذا ! .. وإذا قرأت: ( سنقرئك فلا تنسى إلا ماشاء الله )، لم تستحضر فى قلبك إلا شبهة كذا والرد عليها كذا .. وإذا قرأت( يا أخت هارون )، لم تجد فى بالك إلا إجابة السؤال: كيف تكون مريم أختهارون ؟! .. وهكذا يصير علمك بدينك مجرد ردود على شبهات .. أو قل بلامواربة : يصيردينك عندك شبهات مردود عليها
أخى الحبيب ..
حبك لدعوة أهل الكتاب لا بأس فيه. ولكنك مسلم قبل أن تكون محاورًامجادلاً. وإسلامك يطالبك بتعلم دينك أولاً، بصرف النظر عن تخصصك فى مجادلةأهل الكتاب فيما بعد أم لا.
وكيف تشرح للنصارى محاسن شرعة الإسلام وأنت لم تدرس متنـًا فقهيـًا للمبتدئين ؟ ..
وكيف تقرب النصارى إلى القرآن العظيم وأنت لا تحسن تلاوته ولم تقرأ تفسيرًامختصرًا لآياته ولم تتقن لغته ؟ ..
وكيف تحبب النصارى فى محمد عليه الصلاةوالسلام وأنت لا تعرف نسبه ولا سيرته ولا أخلاقه ولا شمائله؟
وأعود فأقول: حتى ولو لم تتصدى لجدال أهل الكتاب فأنت كمسلم مطالب بمعرفةعقيدتك وكتابك ونبيك وشريعتك، بحسب ما آتاك الله من وقت وجهد وذكاء، ولايكلف الله نفسـًا إلا وسعها.
وطائفة من المسلمين كانوا لاهين عن الدين، فلما جادلهم النصارى وأرادوااغتيالهم عن دينهم،رجعوا إلى الإسلام، فبحثوا عن إجابات لشبه النصارى.
ولا اعتراض على ما حدث لتلك الطائفة، فقد كان خارجـًا عن مقدورهم. ولا اعتراض على بحثهم عن الإجابات، فلامفر من ذلك بعد حلول الشبه.
لكن الاعتراض كل الاعتراض أن تواصل هذه الطائفة تعلم دينها على أيدىالنصارى ! .. الخطر كل الخطر أن تدرس الإسلام عن طريق الشبهات وردها !
والواجب على هذه الطائفة أن تحمد ربها أن أفاقها من غفلتها، وأن تنتهى عنالتعرض للشبه، وأن تمتنع عن الولوغ فى المواقع والمنتديات التى تنشر هذهالقاذورات دون رد، بل عليهم عدم الانشغال بالمنتديات الإسلامية التى تردوتدعو وتجادل. وإنما الواجب عليهم بالدرجة الأولى تعلم دينهم، كلٌ بحسبه،ولايكلف الله نفسـًا إلا وسعها.
أخى الحبيب ..
لا أريدك بعد سنتين من الآن أن تكون عالمـًا بحال يسوع الأناجيل وجاهلاً بحال نبيك.
لا أريدك أن تكون حافظـًا للجمل الكثيرة من الكتاب المقدس وناسيـًا لأكثر آيات الذكر الحكيم.
لا أريدك أن تكون واعيـًا بقبائح الشريعة النصرانية وغافلاً عن مزاياالشريعة الإسلامية.
فليراجع كلٌ منا نفسه .. وليخترلنفسه الطريق التى يحب أن يراه الله فيها"
انتهى كلام أخينا الفاضل جزاه الله عنا كل خير على نصيحته القيمة،وكل منيقرأ هذه النصيحة سيدرك أن هذا الأخ الفاضل صاحب تجربة مميزة في هذاالمجال.
جاء أحد الشباب إلى الشيخ أبو اسحاق الحويني حفظه الله وقال له:يا شيخ فيمدرستي شاب نصراني أريدك أن تدلني على كتاب أستطيع من خلاله أن أدعوهوأبين له بطلان عقيدته.
فقال له الشيخ:أي بني،ماذا تعرف عن صفة الاستواء لله تعالى؟، فلم يستطع الشاب لإجابة،
فتابع الشيخ قائلا:أي بني، إلهك الذي تعبده لاتعرفه،فكيف ستدعوا غيرك إليه؟
ونحن نعلم أن فاقد الشيءلايعطيه.
ولاشك ان كل من يقرا هذه الكلمات لديه دافع قوي من الغيرةعلى الدين ،ومن الرغبة في دعوة أهل الكتاب وغيرهم وهذا حق وواجب ولكن:
لا ننسى أن أول كلمة نزلت من القرآن هي:إقرأ.
ولاننسى أن القرآن الموجود بين أيدينا قد نزل على فترة23سنة.
وكما قيل:ثبت العرش،ثمانقش.
وقال العلماء :من تصدر قبل أوانه ،تعرض لهوانه.
وقيل:من تعجل الشيء قبل أوانه ،عوقب بحرمانه.
سبحانك اللهم وبحمدك،أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.