التواقه للجنه مشرف
عدد المساهمات : 67 تاريخ التسجيل : 13/01/2010
| موضوع: سددو وقاربوا الجمعة يناير 15, 2010 4:05 am | |
| حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ اَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " اِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ اَحَدٌ اِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلجَة."
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب الدين يسر ، حديث رقم 39 ، و مسلم في كتاب صفة القيامة و الجنة و النار حديث رقم 2816
قال الحافظ في فتح الباري (1/94ـ95 ):
ومنها حديث بريدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم هديا قاصدا، فانه من يشاد هذا الدين يغلبه " رواهما احمد وإسناد كل منهما حسن.
والمشادة بالتشديد: المغالبة، يقال: شاده يشاده مشادة، إذا قاواه، والمعنى لا يتعمق احد في الأعمال الدينية ويترك الرفق الا عجز وانقطع فيغلب.
قال ابن المنير: في هذا الحديث علم من اعلام النبوة، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع، وليس المراد منع طلب الاكمل في العبادة فانه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدى الى الملال، او المبالغة في التطوع المفضي الى ترك الأفضل، او اخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم الى ان غلبته عيناه في اخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، او الى ان خرج الوقت المختار، او الى ان طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة،
وفي حديث محجن بن الادرع عند احمد: " انكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة، وخير دينكم اليسرة " وقد يستفاد من هذا الإشارة الى الأخذ بالرخصة الشرعية، فان الاخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع، كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء، فيفضي به استعماله الى حصول الضرر. (1/95)
قوله: (فسددوا) اي: الزموا السداد وهو الصواب من غير افراط ولا تفريط، قال اهل اللغة: السداد التوسط في العمل.
قوله: (وقاربوا) اي ان لم تستطيعوا الاخذ بالاكمل فاعملوا بما يقرب منه.
قوله: (وابشروا) اي بالثواب على العمل الدائم وان قل، والمراد تبشير من عجز عن العمل بالاكمل بان العجز اذا لم يكن من صنيعه لا يستلزم نقص اجره، وابهم المبشر به تعظيما له وتفخيما.
قوله: (واستعينوا بالغدوة) اي استعينوا على مداومة العبادة بايقاعها في الاوقات المنشطة.
والغدوة بالفتح سير اول النهار.
وقال الجوهري: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس.
والروحة بالفتح السير بعد الزوال.
والدُّلجة بضم اوله وفتحه واسكان اللام سير اخر الليل، وقيل سير الليل كله، ولهذا عبر فيه بالتبعيض، ولان عمل الليل اشق من عمل النهار.
وهذه الاوقات اطيب اوقات المسافر، وكانه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافرا الى مقصد فنبهه على اوقات نشاطه، لان المسافر اذا سافر الليل والنهار جميعا عجز وانقطع، واذا تحرى السير في هذه الاوقات المنشطة امكنته المداومة من غير مشقة.
وحسن هذه الاستعارة ان الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة، وان هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة.
وقوله في رواية ابن ابي ذئب " القصد القصد " بالنصب فيهما على الاغراء، والقصد الأخذ بالأمر الأوسط.
ومناسبة إيراد المصنف لهذا الحديث عقب الأحاديث التي قبله ظاهرة من حيث انها تضمنت الترغيب في القيام والصيام والجهاد، فأراد أن يبين أن الأولى للعامل بذلك أن لا يجهد نفسه بحيث يعجز وينقطع، بل يعمل بتلطف وتدريج ليدوم عمله ولا ينقطع . اهـ
و معنى هذا الكلام أن المسلم عليه أن يسايس نفسه ، فلا يكلفها من العمل ما لا تطيق.
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم، أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يُعْرَفَ الغضب في وجهه، ثم يقول: (إنَّ أتْقَاكُمْ وأَعْلَمُكُمْ باللهِ أَنا) أخرجه البخاري في كتاب العلم
و عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال: (أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ما تطيقون) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق
[/color] | |
|