عبد الحكيم
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 64
| موضوع: الصبر الجمعة أبريل 09, 2010 7:26 am | |
| الصبر بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَبَعدُ... يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (153 وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىءٍمِّنَ ٱلْخَوْفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلاَّمْوَالِ وَٱلاَّنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ (155) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوۤاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَٰجِعونَ (156) أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } (سُورَةَ البَقَرَةِ) الشَّرحُ: أنَّ مَعنَى قَولِهِ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ } فِيهِ تُنَالُ كُلُّ فَضِيلةٍ {وَٱلصَّلَوٰةِ } فإِنَّها تَنهَى عَنْ كُلِّ رَذِيلَةٍ {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ { وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } نَزَلَتْ فِي شُهَدَاءِ بَدرٍ وكانُوا أربَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً { أَمْوَاتٌ } أَيْ هُم أَمْوَاتٌ {بَلْ أَحيَاءٌ} أَيْ هُمْ أَحْيَاءٌ {وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} لا تَعلَمُونَ ذلكَ لأَنَّ حياةَ الشهيدِ لا تُعلَمُ حِسًّا. عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللًَّهُ عَنهُ أنَّهُ قَالَ: إِنَّ الشُّهَداءَ أَحْياءٌ عِندَ اللَّهِ تُعرَضُ أَرزَاقُهُم عَلَى أَرْوَاحِهِم فَيَصِلُ إلَِيهِمُ الرَّوْحُ (الرَّوْحُ بَرْدُ نَسِيمِ الرِّيحِ) وَالفَرَحُ (والسُّرُورُ وَالفَرَحُ أَيضًا وَالاستِراحَةُ مِن غَمِّ القَلْبِ) كَمَا تُعرَضُ النَّارُ عَلَى أَروَاحِ ءَالِ فِرعَونَ غُدُوًّا وعَشِيًّا فَيَصِلُ إلَيهِمُ الوَجَعُ. قالَ تعالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} وَلِنُصِيبَنَّكُم بِذلِكَ إِصابَةً تُشبِهُ فِعْلَ الْمُخْتَبِرِ لأَِحْوَِالِكُم هَلْ تَصبِرُونَ عَلَى مَا أنتُم عَلَيهِ مِنَ الطَّاعَةِ أَمْ لا { بِشَىءٍ } بِقَليلٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدةٍ مِنْ هَذهِ البَلايَا وَطَرَفٍِ مِنهُ، وَقَلَّلَ ليُؤْذِنَ أنَّ كُلَّ بَلاءٍ أصابَ الإنسانَ وإنْ جَلََّ ففَوقَه مَا يَقِلُّ إِلَيهِم، ويُرِيهِم أنَّ رحْمَتَهُ مَعَهُم فِِي كُلِّ حَالٍ، وأعْلَمَهُم بوُقُوعِ البَلواءِ قبلَ وقوعِها لِيُوَطِّنوا نُفوسَهُم عَلَيها { مِنَ الْخَوْفِ } خَوفِ اللَّهِ أوِ العَدُوِّ { وَالْجُوعِ } أيِ القَحطِ أوْ صومِ شهرِ رَمضَانَ {وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِِ} بِمَوْتِِ الْمواشِي أو الزَّكاةِ {وَالأَنْفُسِ} بِالقَتلِ والْمَوتِ أوْ بِالْمَرَضِ وَالشَّيبِ {وَالثَّمَرَاتِ} ثَمَرَاتِ الْحَرْثِ أوْ مَوْتِ الأَولادِ لأنَّ الولَدَ ثَمَرةُ الفُؤَادِ {وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} عَلَى هذِهِ البَلايا أوِ الْمُستَرجِعِينَ عِندَ البَلايا لأَنَّ الاِستِرجَاعَ تَسلِيمٌ وَإِذعَانٌ . وَفِي الْحَدِيثِ "َمَنِ استَرجَعَ عِندَ الْمُصِيبَةِ جَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَهُ وأحْسَنَ عُقبَاهُ وَجَعَلَ لَه خَلَفًا صَالِحًا يَرضَاهُ" رواهُ ابنُ جَريرٍ الطََّبَرِيُّ وَالبَيهَقِيُّ. وَطُفِئَ سِراجُ رسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فقالَ "إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ" فَقِيلَ: أَمُصِيبَةٌ هِيَ؟ قَالَ"نَعَم" كُلُّ شَىءٍ يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ فَهُوَ مُصِيبَةٌ " رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ. وَالْخِطابُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَوْ لِكُلِّ مَنْ يَتَأَتَّى مِنهُ البِشارَةُ ، {ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوۤاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَٰجِعونَ} مَكرُوهٌ أَي لَحِقَتْهُم شِدَّةٌ {قالُوا إِنَّا لِلَّهِ} أيْ نَحنُ مِلْكٌ لِلَّهِ {وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ} إِقْرَارٌ عَلَى نُفُوسِنا بِالْهُلْكِ أيْ نَحنُ مُقِرُّونَ بِالبَعثِ وَالْجَزَاءِ عَلَى أعمالِنا وَالثَّوابِ عَلَى صَبرِنا {أُوْلَئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَّبِهِمْ وَرَحْمَةٌ} والْمَعْنَى عليهِم رَأفَةٌ بعدَ رَأفَةٍ ورَحْمَةٌ بعدَ رحْمَةٍ، قالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ: الصلواتُ مِنَ اللَّهِ الْمَغفِرةُ. {وأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهتَدُونَ} لِطَرِيقِ الصوابِ حيثُ استَرجَعوا وأذعَنوا لأَمرِ اللَّهِ.
قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ (نِعْمَ العِدْلانِ وَنِعْمَ العَلاوَةُ) أيِ الصلاةُ والرَّحْمَةُ وَالاِهتِداءُ.اهـ كلام النَّسَفِيِّ فِي تَفسيرِهِ. (شَبَّهَهُ بِمَا يَكُونُ مِن هذا الْجانِبِ وذَاكَ الْجانِبِ مِنْ حِمْلِ البَعيرِ، ويُوجَدُ شَىءٌ ثَالِثٌ تَابِعٌ لِلأَوَّلَيْنِ يُحَمِّلُ البَعيرَ مَعناهُ كُلٌّ مُفِيدٌ ، الثَّلاثَةُ.(
العِدْلُ : نِصْفٌ الْحِمْلِ يكونُ علَى أَحَدِ جَنبَيِ البَعِيْرِ.
| |
|